سوف يقوم عالما الآثار الإسبانييان خوان خوسيه إينانييث وخوان مونييث يوم الاثنين المقبل بالحديث عن اثنين من أطول مشاريع التنقيب عن الآثار التي قامت بها إسبانيا في الخارج. إذ قامت فرق علماء الآثار الإسبانية منذ عام 1988 بإنشاء مركزاً لهم لبحث ودراسة استكشافاتهم في حوض نهر الزرقاء. فبدأت الفرق منذئذٍ بأعمال تنقيب في المواقع التي تعود إلى العصر الحجري الحديث والعصر البرونزي.
وفي حالة مشروع منطقة جبل المطوق، فهذه السنة تصادف الذكرى الخامسة والثلاثون لبدء أعمال التنقيب في هذه المستوطنة التي تعود إلى العصر البرونزي المبكر (3500-2900 قبل الميلاد) والتي تكونت من مستوطنة مساحتها 13 هكتاراً ومجمع دولمين يتكون من 1100 عينة، أقل من 300 منها فقط محفوظة لحد الآن. إن البحث في هذا الموقع الحضري الأولي، الذي يديره حالياً مونييث وبولكارو، قد تم الاعتراف به في المجالات الأكاديمية والبحثية. ونشرت اكتشافاتهم على نطاق واسع في المجلات الوطنية والدولية، اكتشافات مثل مجموعة المنازل، والمعابد، ومباني الإنتاج، وغيرها من المكتشات التي وجدت محاطة بسياج فريد من نوعه يعطي اسمه للجبل (جبل المطوّق).
وقد بوشرت أعمال البحث في العصر الحجري الحديث بمرحلة أولى قصيرة بين الأعوام 1988-1990، وتم استئنافها في عام 2014 من قبل الفريق بقيادة خوان خوسيه ايبانييث. ويأتي اسم "خريسان" من أعمال تحديد مكان الموقع الأثري على المدرجات السفلية للمنطقة المرتفعة. وفي هذه المرحلة الثانية، تمت دراسة البنى المحفوظة للعملية التطورية للانتقال من مجتمع الصيد وجمع الثمار البدوي إلى مجتمع مستقر من المزارعين والرعاة (9000-6800 قبل الميلاد). وتم اكتشاف قطع فنية في أرصفة الصوان والجير، الأمر الذي ساهم باضفاء شهرة وحداثة لهذه الأعمال.
وكان من شأن هذه العقود من العمل المشترك أن أنشأت علاقة صداقة مباشرة بين سكان القنية وفرق علماء الآثار. كما أنه ظهر جيل من الشباب الذي اهتم بهذا المجال وتخصص به، الأمر الذي أتاح لهم فرصة أكبر للتوظيف في هذه المنطقة.
