الأنشطة الثقافية

الحرب في رسومات لويس سارابيا

الحرب في رسومات لويس سارابيا Luis Sarabia

يهدف المعرض إلى تقديم السياق السياسي والجغرافي للحقبة التي وقعت فيها الأحداث التي رسمها لويس سارابيا كذكرى لتجربته الشخصية خلال الأشهر الأخيرة من الحرب الأهلية الإسبانية في ميناء قرطاجنة. وُلد لويس سارابيا بيرا في مدريد في العاشر من أيلول عام 1910، وكان أصغر إخوته الثمانية. كان جده خوليان جندي طوربيد في الحرب الكوبية على متن السفينة ألميرانتي أوكيندو. أما حفيده لويس فكان قد فضّل العمل في البحرية التجارية. وفي عام 1931، عندما كان بالكاد قد بلغ 20 عاماً، أنتج أول كراسة رسم خاصة به، وهي عبارة عن مجموعة من 40 لوحة صغيرة مهداة إلى حبيبته. في هذه القصة التصويرية الرائعة، قسّم لويس سارابيا الحياة إلى أربع مراحل: الخطوبة، والحياة معًا، وولادة الأطفال، والموت. وباعتباره عاشقاً ولهاناً، فقد أكد أن حبه لحبيبته، التي ستكون زوجته لبقية أيامه، سيبقى حياً بعد موته. وهذا ما حدث بالفعل، في ذلك الألبوم الذي لا تزال العائلة تحتفظ به حتى اليوم، صوّر الفنان الشاب نفسه وحبيبته ليونور مراراً وتكراراً في أماكن حقيقية تارةً، وفي أماكن خيالية تارةً أخرى. فقد كانا قراصنة ورجال بلاط ومبارزين ومغامرين. وظهرا في بعض الشخصيات وهما يرقصان رقصة "السوينغ"، وفي البعض الآخر، التي تُعد من أكثرها واقعية، تخيلا كيف سيكون منزلهما المستقبلي وحياتهما معًا وعائلتهما. تزوج الشابان في عام 1935. وارتدت العروس اللون الأسود لأنها كانت قد فقدت شقيقها أرتورو في ثورة أستورياس. أدى اندلاع الحرب في عام 1936 إلى تغيير حياتهما وأحلامهما بطريقة مؤلمة. أُدرج لويس سارابيا في صفوف الجمهوريين، وتحول من بحار تجاري إلى بحار عسكري في ميناء قرطاجنة حتى نهاية الحرب في عام 1939. وهناك، في الميناء، صوّر تجربة الصراع القائم في 52 رسمة، وعلى غرار مجموعة رسومات غويا "كوارث الحرب"، أراد سارابيا أيضاً إضافة نص صغير إلى كل عمل. رُسمت معظم الأعمال بقلم الرصاص، حيث قام الفنان بتأريخ وتوقيع الكثير منها. بالإضافة إلى قيمتها الفنية، تُعدّ هذه الرسومات وثيقة استثنائية تقربنا من تجربة الحرب، من تلك الحرب، ومن أي حرب.

الجهات المنظِّمة

برعاية