في أداء راقص مستوحى من الصورة الشعرية التي يحملها معظم الناس في أذهانهم عن المنارة، إذ صمم هذا الاستعراض خصيصاً ليقدم خلال جولة فنية بدأت من شمال إسبانيا، وامتدت لجنوبها، وشملت بعض أشهر المنارات في إسبانيا، لتنتهي في منارة قادش، يقدم لنا الفنان الإٍسباني إدواردو غيريرو رقصة "فارو"، وهي أداء بهيج من رقص الفلامنكو يظهر فيه الراقص بأزياء متغيرة مليئة بالألوان تنبض بالحياة ليعرض حركات انسيابية بأناقة متناهية على إيقاع موسيقى مليئة بالعاطفة.
وتُعدّ المنارة هنا رمزاً للأيام العاصفة، وفترات النهار الرائعة والمشمسة، ولحظات الوداع واللقاء، ومعارك الحياة اليومية، وهي الصور التي يجسّدها الفنان بنجاح باهر من خلال حركاته المليئة بالحيوية والعنفوان، حيث أن رقة المنارة وأناقتها، ببحرها والأمواج التي تنيرها، تتناسب مع شخصية وحركات الفنان.
"فارو" هو عمل يخلو من عنصر القصة، ينطلق فيه الفنان بخطواته الحماسية التي تهز المسرح ليقدم استعراضاً فنياً رائعاً على أنغام مجموعة من أشهر الأغنيات الإسبانية. وتسهم ديكورات المسرح البيضاء والبسيطة في تسليط الضوء على الأزياء الزاهية الألوان التي يرتديها الفنان، وعلى تصميم خطواته الراقصة التي لا يلتزم خلالها بسيناريو محدد، بل انه يقدم أساليب عدة لرقص الفلامنكو.